مركز العدالة الإلكتروني الخاص بالسودان: أخبار وموارد حول النزاع وأدوات لمعالجة إنتهاكات حقوق الإنسان

ما هي المحكمة الجنائية الدولية؟ 

المحكمة الجنائية الدولية هي المحكمة الدولية الدائمة الوحيدة التي لها اختصاص قضائي بالتحقيق مع الأفراد المتهمين بارتكاب أخطر الجرائم الدولية ومقاضاتهم، ومن أمثلة تلك الجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة العدوان، وهي محكمة تعمل على أساس المعاهدات، وتتألف عضويتها من الدول التي وقعت وصدقت على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ويوجد حاليًا ١٢٣ دولة طرفًا في نظام روما الأساسي. 

وبتحقيق فيما أصبح يسمى “بالجرائم القضائية الأساسية” ومقاضاة مرتكبيها، فإن المحكمة تسعى إلى “وضع حد لإفلات أخطر مرتكبي الجرائم من العقاب”، وتسهم في ردع ارتكاب مثل هذه الجرائم في المستقبل. والمحكمة الجنائية الدولية هي محكمة الملاذ الأخير؛ أي أن المحكمة يمكنها فقط التحقيق في الجرائم الدولية ومقاضاة مرتكبيها عندما تكون المحاكم الوطنية لا ترغب أو غير قادرة على القيام بذلك، وبالتالي، فإن دورها هو استكمال وليس استبدال للمحاكم الوطنية. وفي السنوات الأخيرة اقترح المجتمع المدني -من بين آخرين- توسيع الدور التكميلي للمحكمة من أجل تعزيز مفهوم “التكامل الإيجابي”، حيث أن المحكمة الجنائية الدولية ستدعم بنشاط جهود السلطات القضائية للتحقيق في الجرائم الدولية ومقاضاة مرتكبيها.

يمكن للمحكمة الجنائية الدولية فتح تحقيق من خلال ثلاث آليات “تشغيل”، وهم:

  • أولًا، يمكن للدول إحالة الحالات للمحكمة، كما فعلت أوغندا بخصوص النزاع القائم في شمال البلاد، أو كما فعلت الأرجنتين، وكندا، وتشيلي، وكولومبيا، وباراجواي، وبيرو بخصوص الوضع في فنزويلا
  • ثانيًا، يمكن لمكتب المدعي العام أن يفتح تحقيق من تلقاء نفسه (بمحض إرادته) في الحالات التي تخضع لولايتها القضائية بالفعل، وللقيام بذلك يجب على مكتب المدعي العام الحصول على إذن من الدائرة التمهيدية للمحكمة، ومثال على هذا حالات جورجيا، وأفغانستان، وميانمار أو بنغلاديش. 
  • وأخيرًا، يمكن لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إحالة الحالات إلى المحكمة الجنائية الدولية، بصرف النظر عما إذا كانت الدول المعنية أطرافًا في نظام روما الأساسي أم لا، وحتى الآن سعى المجلس إلى تنفيذ هذا الإجراء مع ثلاث حالات أثنين حققوا نجاح وهم دارفور عام ٢٠٠٥ وليبيا ٢٠١١، وسوريا عام ٢٠١٤ التي لم تكن مجدية بسبب حق النقض الذي قدمته روسيا والصين.

بجانب هذه الآليات الثلاث، يمكن للدول غير الأعضاء أن تطلب من المحكمة الجنائية الدولية ممارسة اختصاصها القضائي على الجرائم المزعوم ارتكابها على أراضيها بموجب المادة رقم ١٢(٣) من نظام روما، كما حدث في حالتي أوكرانيا وكوت ديفوار.

يعود اختصاص المحكمة الجنائية الدولية زمنيًا إلى ١ يوليو ٢٠٠٢ وهو التاريخ الذي أصبحت المحكمة نافذة فيه، وتمارس المحكمة اختصاصها القضائي على جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية، وجرائم العدوان عندما يرتكبها مواطني الدول الأعضاء أو على أراضي الدول الأعضاء أو في أي حالة حيث يحيل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الحالة للمحكمة على النحو المبين أعلاه.

التكامل

بموجب نظام روما، لا يمكن للمحكمة الجنائية الدولية التحقيق في الجرائم الدولية ومقاضاة مرتكبيها إلا إذا كانت الدولة المعنية غير نشطة أو بدلًا من ذلك غير راغبة أو قادرة على القيام بذلك، ويشار إلى هذا المبدأ باسم “التكامل” وهو منصوص في المادة رقم ١٧ في نظام روما. وستُمنع المحكمة الجنائية الدولية من التحقيق في الجرائم الدولية أو مقاضاة مرتكبيها مادام عمليات العدالة الجنائية المحلية “الحقيقة” تجرى على المستوى الوطني بالفعل، ويجب أن تكون هذه المحاكمات حقيقة، وليست محاكمات زائفة تسعى فقط إلى حماية الجناة من تدقيق المحكمة الجنائية الدولية، كما يجب تطبيق الإجراءات المحلية على نفس الأشخاص ونفس الجرائم المستهدفة من المحكمة الجنائية الدولية، وهذا يضمن أن المتهم، مثلًا لن يتمكن من تجنب اتهام المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بمجرد مثوله أمام محكمة وطنية لارتكابه جريمة أقل خطورة، كالفساد.

قضايا المحكمة الجنائية الدولية في السودان

السودان ليس دولة عضو في نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية، وفي ٣١ مارس ٢٠٠٥، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم ١٥٧٣ بإحالة قضية دارفور للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.

لدى المحكمة الجنائية الدولية حاليًا خمس قضايا نشطة متعلقة بالوضع في دارفور، وهم:

    1. علي محمد علي عبد الرحمن (علي كشيب): محاكمة المحكمة الجنائية الدولية مازالت مستمرة.
    2. أحمد هارون: محتجز في السجن السوداني.
    3. عمر البشير: محتجز في السجن السوداني.
    4. عبد الرحيم محمد حسين: محتجز في السجن السوداني.
    5. عبد الله بندا: لا يزال طليقًا.
    6. أبو قردة: أُغلقت القضية (ما لم يقدم المدعي العام أدلة جديدة).

يظل السودان ملتزمًا بتسليم المشتبهين بهم الأربعة في قضية دارفور للمحكمة، هذا عملًا بالقرار رقم ١٥٧٣ والأوامر اللاحقة لقضاة المحكمة الجنائية الدولية.

النقاط الرئيسية

  • المحكمة الجنائية الدولية هي الهيئة القضائية الدولية الدائمة الوحيدة المتولية محاكمة الأفراد بتهمة الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب، وجريمة العدوان.
  • المحكمة الجنائية الدولية هي محكمة قائمة على المعاهدات، وتضم في عضويتها الدول التي وقعت وصدقت على نظام روما للمحكمة الجنائية الدولية (١٢٣ دولة عضو).
  • المحكمة الجنائية الدولية هي محكمة الملاذ الأخير: المحكمة يمكنها فقط التحقيق في الجرائم الدولية ومقاضاة مرتكبيها عندما تكون غير راغبة أو قادرة على القيام بذلك، وبالتالي، فإن دورها هو استكمال وليس استبدال المحاكم الوطنية.
  • يعود اختصاص المحكمة الجنائية الدولية زمنيًا إلى ١ يوليو ٢٠٠٢ وهو التاريخ الذي أصبحت المحكمة نافذة فيه.
  • السودان ليس دولة عضو في نظام روما.
  • في ٣١ مارس ٢٠٠٥، اعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة القرار رقم ١٥٧٣ بإحالة القضية دارفور للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
  • لدى المحكمة الجنائية الدولية خمس قضايا نشطة متعلقة بالوضع دارفور، والسودان ملتزمًا بتسليم المشتبه بهم الأربعة في قضية دارفور للمحكمة.

روابط مفيدة ومواد للقراءة

  • المحكمة الجنائية الدولية (باللغة الإنجليزية)
  •  مقدمة إلى المحكمة الجنائية الدولية (باللغة الإنجليزية)
  • ويليام شاباس مقدمة إلى المحكمة الجنائية الدولية (مطبعة جامعة كامبريدج: ٢٠١٧)
  • سانغ هيون سونغ “دور المحكمة الجنائية الدولية في إنهاء الإفلات من العقاب وإرساء سيادة القانون” (وقائع الأمم المتحدة: ٢٠١٢) (باللغة الإنجليزية)
مؤسسة وايامو هي منظمة مستقلة غير ربحية تأسست لتعزيز سيادة القانون، وتعزيز العدالة في قضايا الجرائم الدولية، وتعزيز الشفافية من خلال بناء القدرات القضائية، والوساطة، والصحافة المستنيرة.
نحن ممتنون للغاية للدعم المالي السخي المقدم من وزارتي خارجية هولندا وألمانيا. نحن نقدر حقًا الثقة التي أظهرها مانحونا في عمل وايامو في ومن أجل السودان.
نحن ممتنون للغاية للدعم المالي السخي المقدم من وزارتي خارجية هولندا وألمانيا. نحن نقدر حقًا الثقة التي أظهرها مانحونا في عمل وايامو في ومن أجل السودان.
© Wayamo Foundation. All rights reserved.