مركز العدالة الإلكتروني الخاص بالسودان: أخبار وموارد حول النزاع وأدوات لمعالجة إنتهاكات حقوق الإنسان
ما هي الصحافة المراعية للنزاعات؟
الصحافة المراعية للنزاعات هي الممارسة التي تمكن الصحفيين من أن يكونوا على دراية بالتداعيات التي تخلفها التقارير التي يعدونها في المناطق المتضررة من النزاعات أو فيما يتعلق بها وأن يكونوا مراعين لها، ويتضمن ذلك النظر في سلامة المصادر، وإمكانية التأثير على مسار النزاعات، واحتمال وجود تحيزات في عملية إعداد التقارير.
تعتبر الصحافة المراعية للنزاعات أوسع نطاقًا من صحافة السلام، إذ يُشجع المراسلين على ممارسة عملهم بما يتماشى مع المبادئ الخمسة الرئيسية التالية:
١- استكشاف أسباب تشكيل النزاعات وسياقاتها بالنسبة لجميع الأطراف المتورطة فيها، وليس لطرفين فقط كما تفعل عادة ًوسائل الإعلام التقليدية.
٢- إعطاء صوت لجميع الأطراف المتنافسة على كافة المستويات للتعبير عن وجهات نظرهم. ٣- تقديم أفكار إبداعية لتسوية النزاعات والتنمية وصنع السلام وحفظه. ٤- فضح الأكاذيب ومحاولات التستر وإخفاء الأدلة وأعمال العنف التي يرتكبها الجناة من كافة الأطراف، وتسليط الضوء على المعاناة التي تتعرض لها الشعوب. ٥- الاهتمام بقصص السلام والتطورات التي تُجرى بعد الحرب.
ما أهمية الصحافة المراعية للنزاعات؟
تساعد الصحافة المراعية للنزاعات في توفير معلومات دقيقة وغير متحيزة وشاملة حول النزاعات الدائرة، التي يمكن أن تساعد الأطراف المعنية على إثراء عملية صنع القرارات التي يتخذونها.
لا تسمح حساسية النزاعات للصحفيين فقط بتقديم تقارير تساعد عامة الناس على فهم الوضع فهمًا أفضل، بل يمكنها أيضًا رفع مستوى الوعي حول التكلفة التي يتكبدها البشر جراء هذه النزاعات والحاجة إلى الوصول إلى حل سلمي.
للصحافة المراعية للنزاعات أهمية كبيرة في تغطية النزاعات لأنها تساعد على تعزيز الحوار البناء بين جميع الأطراف المتنازعة، وتوفر منصة تُمكن المتضررين من مشاركة قصصهم، ويمكن أن تساعد في الحد من تصعيد النزاعات وحماية الفئات الضعيفة من السكان.
المبادئ التوجيهية للصحافة المراعية للنزاعات والتدريب عليها
يمكن للصحفيين المساعدة في الحد من العنف وتعزيز الحلول السلمية باتباعهم للمبادئ التوجيهية للصحافة المراعية للنزاعات.
التدريب على الصحافة المراعية للنزاعات يسمح للصحفيين بفهم:
طبيعة النزاعات
التداعيات التي تخلفها التقارير المُعدة
الأثر الذي تتركه وسائل الإعلام على مختلف الفئات المعنية
أهمية الحياد والدقة
ضرورة الحفاظ على المعايير الأخلاقية
أهمية الانضباط الذاتي في هذا المجال
تتضاعف استفادة الجمهور من الصحافة المراعية للنزاعات لأنها تعزز فهمهم للتعقيدات التي تسببها النزاعات، وتجعلهم على وعي بالمسائل المختلفة التي يتعاملون معها.
إرشادات عملية لإعداد تقارير عن النزاعات:
إجراء مقابلات مع الأشخاص المتضررين من النزاعات.
إعطاء الأولوية للحفاظ على أمن الأشخاص.
تحديد هوية صانعي السلام وتوسيع نطاق عملية البحث عن حلول.
تغطية عمليات السلام واتفاقياته.
مساعدة الأشخاص على فهم قيم بعضهم البعض.
طرح الأسئلة ذاتها على جميع الأطراف.
إجراء مقابلات مشتركة بين الأطراف المتنازعة.
تبادل الأسئلة في الحالات التي يطلب فيها الصحفي من أعضاء المجموعات المتنازعة التفكير في الأسئلة التي يرغبون في طرحها على أعضاء المجموعة الأخرى.
الوعي بأهمية التعاون بين غرف الأخبار في تغطية النزاعات.
تجنب استخدام لغة مبهمة أو مثيرة للشفقة.
تجنب استخدام مسميات مثل ” العنف الأسود على الأسود”، وهو مصطلح يستخدم دائمًا في نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، والنزاعات بين “الهوتو والتوتسي” في رواندا، والحروب بين “المسيحيين والمسلمين” في إندونيسيا، والحرب بين “القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع” في السودان، وغيرها.
طرح أسئلة ذات صلة بالنزاعات.
تجاوز التركيز المحدود على المشتبه بهم المعتادين،” فجزء من كون الصحفي ناقلًا موثوقًا للمعلومات لا يكمن في مناصرته لما ينبغي أن يكون، بل في كشفه لما يمكن أن يحدث، بما في ذلك إمكانيات التوصل إلى السلام”. (اليونسكو)
التحديات التي تواجه الصحافة المراعية للنزاعات في السودان
يواجه السودان عددًا من النزاعات الداخلية، بما في ذلك الحروب الأهلية والاضطرابات السياسية، لذلك يضطلع الصحفيون بدور مهم للغاية يتمثل في المساعدة على تهدئة النزاعات وتوفير تغطية متوازنة، ومع ذلك يواجه الصحفيون السودانيون تحديات مثل:
صعوبة الوصول إلى مناطق النزاعات لتقديم تقارير دقيقة.
صعوبة الوصول إلى مناطق مختلفة لإعداد تقارير متوازنة من المعلومات التي يحصلون عليها من مختلف أطراف النزاع أو لتقييم الأثر المحتمل أن تتركه تقاريرهم على النزاع نفسه.
محدودية الموارد والقدرات الفنية.
صعوبة العثور على مصادر موثوقة لتحديد مصادر النزاعات بدقة.
عدم توفير الحماية القانونية.
احتمالية تعرضهم للأعمال الانتقامية.
فيما يتعلق بمسألة محدودية الموارد، تتعرض العديد من وسائل الإعلام في السودان لضغوط شديدة بسبب النزاعات الدائرة وعدم توفير الموارد اللازمة التي تساعدها على البحث في الموضوعات التي تغطيها، مما يؤدي إلى عدم قدرتها على تقديم نظرة شاملة عن النزاعات، بالإضافة إلى إجبار العديد من الصحفيين السودانيين على العيش في المنفى، وبالتالي خلق مجموعة أخرى من التحديات جعلتهم في حالة مختلفة تمامًا من الضعف، وأخيرًا يُشجع العديد من الصحفيين على تغطية النزاعات الدائرة باعتبارهم “صحفيي حرب”، مع التركيز على الحرب من خلال عدسة تتبع قصص النصر أو الهزيمة ووصفها.
تلخيص ما سبق في نقاط رئيسية
الصحافة المراعية للنزاعات هي الممارسة التي تمكن الصحفيين من أن يكونوا على دراية بالتداعيات التي تخلفها التقارير التي يعدونها في المناطق المتضررة من النزاعات أو فيما يتعلق بها وأن يكونوا مراعين لها.
تساعد الصحافة المراعية للنزاعات في: -توفير معلومات دقيقة وغير متحيزة وشاملة حول النزاعات الدائرة. -تعزيز الحوار البناء بين جميع الأطراف المتنازعة. -رفع مستوى الوعي حول التكلفة التي يتكبدها البشر جراء هذه النزاعات والحاجة إلى الوصول إلى حل سلمي.
التدريب على الصحافة المراعية للنزاعات يسمح للصحفيين بفهم: -طبيعة النزاعات -التداعيات التي تخلفها التقارير المُعدة -الأثر الذي تتركه وسائل الإعلام على مختلف الفئات المعنية -أهمية الحياد والدقة -ضرورة الحفاظ على المعايير الأخلاقية -أهمية الانضباط الذاتي في هذا المجال
واجه الصحفيون السودانيون والمؤسسات الإعلامية تحديات متعددة تعيق عملية إعداد التقارير في السودان وفي المنفى وتزيد من خطورتها.
المزيد من المواد للاطلاع (باللغة الإنجليزية والعربية)
معهد صحافة الحرب والسلام: دليل الصحافة المراعية للنزاعات (باللغة العربية) الدليل الذي أُعد مع أخذ الصحفيين السوريين في الاعتبار مصحوب بخمسة مقاطع فيديو حول المواضيع التالية: خطاب الكراهية، والحقائق والدقة، الموضوعية وحرية التعبير، الموارد في الصحافة المراعية للنزاعات، والحرب والصحافة النسوية، هذه الفيديوهات مترجمة إلى اللغة الإنجليزية وتُعرض بطريقة مسلية وأحيانًا ساخرة
معهد التنوع الإعلامي: دليل الصحافة المراعية للنزاعات (باللغة العربية والإنجليزية) منذ كتابة هذا الدليل في عام ٢٠٠٩، وهو يفتقر إلى العناصر الإلكترونية، ومع ذلك تُعرض المواد بالتفصيل وتقدم أمثلة ملموسة.
إنترفيوز: نهج مراعي للنزاعات لإعداد تقارير عن النزاعات والتطرف العنيف (باللغة الإنجليزية) يتضمن الدليل الذي كُتب في عام ٢٠٢٠ أقسامًا حول تغطية النزاعات على الحدود، والتشدد المؤدي إلى التطرف العنيف والإرهاب، وإعداد تقارير عن التشدد والتطرف والإرهاب، والإبلاغ عن الإرهاب، وتعزيز العدالة في قضايا الإرهاب والتطرف العنيف عبر الإنترنت.
اليونسكو: إعداد تقارير مراعية للنزاعات: أحدث التطورات، دورة للصحفيين وأساتذة الصحافة (باللغة العربية والإنجليزية) تقدم دورة عام ٢٠٠٩ منهاجًا دراسيًا نموذجيًا لبرنامج تدريبي يهدف إلى تعزيز مهارات الصحفيين المهنيين في إعداد تقارير عن النزاعات العنيفة، وصممت هذه الدورة خصيصًا للمجموعات الصغيرة من المراسلين والمحررين والمنتجين الذين لا يتمتعون بسنوات عديدة من الخبرة أو في منتصف حياتهم المهنية ويعملون في بيئات معينة مثل الدول التي تعاني من النزاعات والديمقراطيات الناشئة.
مؤسسة وايامو هي منظمة مستقلة غير ربحية تأسست لتعزيز سيادة القانون، وتعزيز العدالة في قضايا الجرائم الدولية، وتعزيز الشفافية من خلال بناء القدرات القضائية، والوساطة، والصحافة المستنيرة. نحن ممتنون للغاية للدعم المالي السخي المقدم من وزارتي خارجية هولندا وألمانيا. نحن نقدر حقًا الثقة التي أظهرها مانحونا في عمل وايامو في ومن أجل السودان.