مركز العدالة الإلكتروني الخاص بالسودان: أخبار وموارد حول النزاع وأدوات لمعالجة إنتهاكات حقوق الإنسان
ما هي التحقيقات مفتوحة المصدر؟
تُعرف التحقيقات مفتوحة المصدر بأنها مجموعة متطورة من الأساليب والأدوات تُستخدم في جمع وتحليل المعلومات المتاحة للجميع.
ونظرًا لأن المجال واسع وجديد، إلا أن مفاهيمه كثيرة، ولكن ينص بروتوكول بيركلي بشأن التحقيقات الرقمية مفتوحة المصدر على أن “التحقيق مفتوح المصدر يعني استخدام المعلومات مفتوحة المصدر لاستخدامها في عمليات جمع المعلومات والأدلة.
إن المعلومات مفتوحة المصدر هي معلومات متاحة للجميع، مثل السجلات الحكومية، ومدونات وسائل التواصل الاجتماعي، والمقاطع التصويرية التي يصورها المستخدمون، والصور التي التقطتها الأقمار الصناعية، وغيرها من البيانات الرقمية المتاحة للجميع، ورُغم أنه يمكن للمعلومات مفتوحة المصدر أن تتحول إلى أدلة مفتوحة المصدر إذا استُخدمت بغرض إثبات الحقائق في المحكمة القانونية، فيمكن أيضًا استخدام نتائج التحقيقات مفتوحة المصدر بطرق أخرى متعددة، خصوصًا من خلال الصحافيين والناشطين الذين يتواصلون دائمًا مع العامة.
في الصحافة، تُستخدم التحقيقات مفتوحة المصدر بشكل متزايد لإكمال التقارير التي تُغطي الميدان، ولتقيدم أدلة على انتهاكات حقوق الإنسان، والاضطراب الحكومي، والمسائل الأخرى التي يمكن أن يصعب التحقق منها بالأساليب التقليدية، كما يمكن أن تُستخدم أيضًا للتحقق من صحة المعلومات الواردة من مصادر أخرى ولتقديم لمحة عامة عن المسائل المعقدة.
ما أهمية التحقيقات مفتوحة المصدر؟
مع نهوض التقنيات الرقمية وتزايد كمية المعلومات المتاحة على الإنترنت، تزداد أهمية التحقيقات مفتوحة المصدر كونها أداة لتوثيق وعرض انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم.
أصبحت أساليب التحقيق مفتوح المصدر، كتحليل الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية والتحقق من صحة مدونات وسائل التواصل الاجتماعي من خلال أساليب معينة مثل تحديد الموقع الجغرافي وتحديد الزمن، أدوات أساسية لجمع المعلومات والتحقق من صحتها، ويستخدمها الصحفيين ومنظمات حقوق الإنسان، وغيرها من وكالات التحقيق الرسمية الأخرى. علاوة على ذلك، كشكل من أشكال التوثيق، يمكن أن تساهم التحقيقات مفتوحة المصدر في إحياء الذكرى، إنشاء آليات لتعويض ضحايا الجرائم، والتعليم وزيادة الوعي، وتعزيز التدخلات المدنية بين المجتمعات والضحايا، وما إلى ذلك.
التحقيقات مفتوحة المصدر في السودان
تتضمن التحقيقات مفتوحة المصدر البارزة في السودان استخدام الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية من خلال مشروع القمر الصناعي الحارس، الذي أُطلق في ديسمبر عام ٢٠١٠ بهدف منع النزاع وتوثيق التهديدات التي يتعرض لها المدنيون على طول حدود السودان وجنوب السودان، كما يعمل المشروع على توليد استجابات سريعة بشأن مخاوف حقوق الإنسان والأمن البشري، وذلك من خلال عرض صور الأقمار الصناعية للجميع.
وثقت التحقيقات التي أجراها الأرشيف السوداني مؤخرًا– منظمة غير ربحية تعمل على توثيق وحفظ أدلة انتهاكات حقوق الإنسان في السودان من خلال أساليب التحقيق مفتوح المصدر- الانتهاكات والتواجد الأمني في الاحتجاجات ضد الانقلاب، ومنع قوات الأمن من الوصول إلى الرعاية الصحية واستهداف الأطباء، وغيرها من مظاهر العنف التي توفر بها التحقيقات مفتوحة المصدر، كما يوجد أيضًا مساعي عامة أخرى كخريطة التداخلات في سودان شاهد، التي تحدد الموقع الجغرافي لمدونات وسائل التواصل الاجتماعي التي تُعرض حوادث العنف، ومبادرة مرصد النزاع في السودان التي تستخدم منهجية مفتوحة المصدر لتتبع النزاع في السودان.
بصرف النظر عن رصد النزاع، ظهر السودان أيضًا في التحقيقات الدولية التي استخدمت أساليب مفتوحة المصدر كفضيحة أوراق بنما – تحقيق في ١١.٥ مليون وثيقة مسربة من شركة المحاماة موساك فونسيكا – التي كشفت عن المعاملات المالية السرية الخارجية للأفراد والشركات من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الرئيس السوداني السابق أحمد علي الميرغني، وأجرى الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين هذا التحقيق – هي شبكة عالمية تضم أكثر من ..٢ صحفي في أكثر من ٦٥ بلدا – وهو مثال جيد على حجم التعاون المطلوب أحيانًا لإجراء التحقيقات المعقدة.
التحديات التي تواجه إجراء التحقيقات مفتوحة المصدر في السودان
لن تظل التحقيقات مفتوحة المصدر بديلًا للتقارير التي تُغطي الميدان، وغالبًا ما ترتبط بأساليب أخرى لعمليات التحقيق والتحقق، على سبيل المثال إجراء مقابلات مع الشهود والضحايا، وفقًا لأهداف تحقيق معين ووفقًا للجمهور المستهدف، كما يمكن أن تستهلك التحقيقات مفتوحة المصدر وقتًا وتشكل تحديًا من الناحية الفنية، ويمكن أيضًا أن تواجه عوائقًا للحصول على المعلومات، وخاصة عندما تحاول الحكومة أو بعض الجهات الفاعلة جاهدين إخفاء المعلومات، أو في حالة عدم توفر المعلومات الرقمية، أو في كلا الحالتين.
قد تكون صحة معلومات التحقيقات غير دقيقة، وبالتالي فمن المهم مراجعة مصداقية المعلومات التي حُصل عليها بشكل دقيق، وتقييمها، والتأكد من موثوقية مصادرها وأساليب التحقق من صحتها.
وعلى غرار أشكال التحقيقات الأخرى، فقد تُشكل التحقيقات مفتوحة المصدر خطرًا على المحققين.
الاستنتاجات الرئيسية
إن المعلومات مفتوحة المصدر هي معلومات متاحة للجميع، مثل السجلات الحكومية، ومدونات وسائل التواصل الاجتماعي، والمقاطع التصويرية التي يصورها المستخدمون، والصور التي التقطتها الأقمار الصناعية، وغيرها من البيانات الرقمية المتاحة للجميع.
يمكن للمعلومات مفتوحة المصدر أن تتحول إلى أدلة مفتوحة المصدر إذا استُخدمت بغرض إثبات الحقائق في المحكمة القانونية، فيمكن أيضًا استخدام نتاج التحقيقات مفتوحة المصدر بطرق أخرى متعددة، خصوصًا من خلال الصحافيين والناشطين الذين يتواصلون دائمًا مع العامة.
أُجرى بالفعل تحقيقات ذات مصداقية ومفتوحة المصدر في السودان، وبلا شك سوف تستمر.
ينبغي على التحقيقات مفتوحة المصدر الآتي: أ) احترام حقوق الإنسان: يجب على محققي المصادر المفتوحة احترام حقوق الإنسان وعدم إلحاق الضرر بالأفراد والمجتمعات أثناء إجراء تحقيقاتهم.
ب) اتباع نهج قائم على الأدلة: يجب أن تستند التحقيقات مفتوحة المصدر إلى نهج منتظم وقائم على الأدلة، وذلك باستخدام العديد من مصادر المعلومات والتحقق من صحتها من خلال الأدلة المساندة والإحالة المرجعية.
ج) احترام الاعتبارات الأخلاقية: يجب على محققي المصادر المفتوحة الالتزام بالاعتبارات الأخلاقية، على سبيل المثال عدم الاستغلال، وحماية خصوصية الأفراد وأمنهم، وعدم نشر المعلومات الخاطئة.
د) الاتسام بالشفافية والخضوع للمساءلة: يجب على التحقيقات مفتوحة المصدر الاتسام بشفافية أساليبها ومصادر معلوماتها، وأن تخضع للمساءلة عن دقة ومصداقية نتائجها.
هـ) التركيز على التعاون والتنسيق إن أمكن: غالبًا ما تُجرى التحقيقات مفتوحة المصدر بالتعاون مع منظمات وخبراء آخرين، مما يقدم لمحة عامة عن المسائل التي يُجرى فيها التحقيقات، ويساعد في تبادل الموارد والمعرفة، وفي التحقق من المعلومات التي حُصل عليها من مصادر مختلفة.
و) السعي إلى التحسين المستمر: ينبغي تحسين عملية التحقيقات مفتوحة المصدر وتحديثها باستمرار، بناءً على المعلومات الجديدة وتعليقات أصحاب المصلحة، وينبغي دائمًا أن تعتمد أدوات جديدة ومنهجيات أفضل، إن أمكن.
ز) احترام الخبرة الفنية وتطويرها: يصبح محققوا المصادر المفتوحة الناجحون خبراء بجدارة، أو يعتمدون على خبراء ماهرين في استخدام الأدوات والأساليب الرقمية، وهو أمر بالغ الأهمية كي تنجح تحقيقاتهم.
روابط مفيدة ومواد القراءة
خريطة النزاع في سودان شاهد (باللغة الإنجليزية) سودان شاهد هي منصة ناتجة عن جهد تعاوني عالمي لجمع ورصد وتحليل التوثيق البصري لتصاعد العنف في جميع أنحاء السودان، وخريطة سودان شاهد هي جهد تعاوني بين مركز مرونة المعلومات ومركز دراسات الدفاع المتقدمة ومجلس حقوق الإنسان في السودان لرصد أعمال العنف المرتكبة في السودان كما وثقها فريقنا وشركاؤنا.
مرصد النزاع في السودان (باللغة الإنجليزية) توفر منصة مرصد النزاع في السودان تقارير مستقلة ومُقدمة من الخبراء حول نشاط النزاع في السودان، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بسبب المقاتلين، والمعدات العسكرية، والتحولات السكانية السريعة، وستُصدر تقارير إضافية بشكل دوري من خلال مرصد النزاع في السودان.، ويعد هذا الجهد بمثابة تعاون مشترك بين شركتي أنظمة المعلومات الجغرافية إسري وبلانيت إسكيب إيه أي (PlanetScape Ai) من جهة، مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل من جهة أخرى.
تحقيقات الأرشيف السوداني. (باللغة الإنجليزية)
يقوم الأرشيف السوداني بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في السودان من خلال البيانات التي نقوم بأرشفتها والمقابلات التي نجريها والأبحاث التي أجريت في السودان وعلى الصعيد الدولي.
بروتوكول بيركلي بشأن التحقيقات الرقمية مفتوحة المصدر (باللغة الإنجليزية والعربية)
“يحدد بروتوكول بيركلي المعايير الدولية لإجراء بحوث عبر الإنترنت بشأن الانتهاكات المزعومة للقانون الجنائي الدولي وحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، ويقدم هذا البروتوكول إرشادات بشأن منهجيات وإجراءات جمع المعلومات الرقمية وتحليلها وحفظها بطريقة مهنية وقانونية وأخلاقية، كما يحدد التدابير التي يمكن للمحققين عبر الإنترنت وينبغي عليهم اتخاذها لحماية السلامة الرقمية والجسدية والنفسية والاجتماعية لأنفسهم وللآخرين، بما في ذلك الشهود والضحايا و المستجيبين الأولين، كالمواطنين والنشطاء والصحفيين، الذين يخاطرون بحياتهم لتوثيق جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان حتى يُقدم المسؤولين عنها إلى العدالة “.
مصادر من بلينغ كات (متوفر اللغة الإنجليزية ولغات أخرى، ولكن لم يتوفر اللغة العربية بعد) بيلينغ كات هي مجموعة من محققي المصادر المفتوحة الذين يستخدمون التقنيات الرقمية والمعلومات مفتوحة المصدر للتحقيق في النزاعات والسياسة وانتهاكات حقوق الإنسان وإعداد تقارير عنها، كما توفر باستمرار عدد من الموارد المفيدة والمحدثة لأولئك الذين يجرون تحقيقات مفتوحة المصدر.
مصادر من منصة نوى (باللغة العربية)
يقدمون دورات تحقيقات مفتوحة المصدر عبر الإنترنت، مع عدد من النماذج المتاحة باللغة العربية، وتعتمد على العمل المنجز في سوريا واليمن.
“نوى” NAWA Media هي منصة مفتوحة تستهدف الناشطين/ـات الإعلاميين/ـات والمتحمّسين للتحقق عبر الإنترنت والمختصين في مجال الإعلام وطالبات/طلاب الصحافة. تقدّم المنصة لهؤلاء الدعم بفضل الموارد التدريبية وفرص التواصل وإمكانية الوصول إلى قنوات تمويل. وهي ثمرة مشروع “تشِك” Check (أي “تحقّق” بالعربية) التعاوني الذي يشارك فيه باحثون من مركز برمنغهام للأبحاث الإعلامية والثقافية Birmingham Centre for Media & Cultural Research، ومنظمة “ميدان” Meedan كشريك تكنولوجي وعدد من وسائل الإعلام المجتمعية وجهات شريكة أهلية في مصر ولبنان وسوريا والأردن وفلسطين وأوروبا والولايات المتحدة.
مؤسسة وايامو هي منظمة مستقلة غير ربحية تأسست لتعزيز سيادة القانون، وتعزيز العدالة في قضايا الجرائم الدولية، وتعزيز الشفافية من خلال بناء القدرات القضائية، والوساطة، والصحافة المستنيرة. نحن ممتنون للغاية للدعم المالي السخي المقدم من وزارتي خارجية هولندا وألمانيا. نحن نقدر حقًا الثقة التي أظهرها مانحونا في عمل وايامو في ومن أجل السودان.