في يوم الإثنين الموافق ٢٠ نوفمبر ٢٠٢٣، استضافت مؤسسة وايامو ومكتب مدير النيابات العامة في أوغندا ندوة في فندق ميستيل بكمبالا تحت عنوان “آليات المساءلة المحلية عن الجرائم الدولية: التطورات والفرص الجديدة في شرق أفريقيا”، مع التركيز على أشكال الأدلة الحديثة وتطبيق الولاية القضائية العالمية على الجرائم الدولية المرتكبة في المنطقة.
كانت الندوة التي ضمت مديرة النيابة العامة الأوغندية جين فرانسيس أبودو، و نظيرها الكيني ربنسون موليلي إنجونجا هي الثانية في السلسلة التي تستعرض هذه المواضيع في شرق أفريقيا بعد الاجتماع الأول الذي عقد في سبتمبر في معهد تدريب النيابة العامة بنيروبي في كينيا.
قالت مديرة النيابة العامة الأوغندية جين فرانسيس أبودو في كلمتها الافتتاحية أن الندوة تستعرض المسائل الملحة والآنية، بما في ذلك الممارسات المتعلقة بالولاية القضائية العالمية سواء على المستوى الدولي أو بالأخص في منطقة شرق أفريقيا، كما انها تأمل أن تناقش الندوة موضوعات مماثلة لتلك التي نوقشت في كينيا في شهر سبتمبر.
وأضاف موليلي إنجونجا: “يجب أن ندرك حقيقة وجود نزاعات مسلحة جارية داخل المنطقة”، و استدرج حديثه قائلاً: “تعتبر هذه الندوة بمثابة فرصة لنا لمراجعة الآليات المحلية في شرق إفريقيا المتعلقة بالتعامل مع الجرائم الدولية، كما أنها تُسلط الضوء على أشكال الأدلة الحديثة مثل الطب الشرعي الرقمي وكيفية استفادة وكالات إنفاذ القانون من تطبيقه واستخدامه في التحقيق في الجرائم الدولية”.
وشددت مديرة مؤسسة وايامو بيتينا أمباخ على أهمية آليات المساءلة الوطنية عن الجرائم الدولية.
وقالت بيتينا أمباخ: ” إن الهدف من الندوة هو مناقشة كيف يمكن لسلطات النيابة العامة التفكير خارج الصندوق، والتعرف على تطورات التكنولوجيا الجديدة لإثراء استراتيجيات التحقيق والمقاضاة، والتفكير في فرص ممارسة الولاية القضائية داخل المنطقة باستخدام أحكام القانون الجنائي الدولي التي طبقتها كلًا من أوغندا وكينيا في قانونهما الوطني، و يمكننا أن نغرس بذور فرص الولاية القضائية العالمية عن الجرائم الدولية في منطقة شرق أفريقيا”.
ولوحظ من خلال المقدمة التأثير الخطير للنزاع المسلح في السودان على المنطقة، ومن بين مسائل أخرى ناقش المشاركون والخبراء الدور الذي تؤديه المعلومات الرقمية مفتوحة المصدر في دعم التحقيقات والمحاكمات الجنائية، وفرص الولاية القضائية والقيود التي تفرضها، كما تطرق المتحدثون أيضًا إلى أول قضية تتعلق بالجرائم ضد الإنسانية المُرتكبة في كينيا وتجربة أوغندا مع قسم الجرائم الدولية.
ومن بين خبراء شرق أفريقيا الذين ألقوا كلمة في الندوة القاضية سوزان أوكالاني بقسم الجرائم الدولية في المحكمة العليا الأوغندية، ومساعد مدير النيابة العامة لينو أنجوزو ورئيس قسم الجرائم الدولية في أوغندا، وكبير مساعدي مدير النيابة العامة الكيني فنسنت موندا، وخبيرة العدالة الانتقالية بيتي مورونجي والمحامية في المحكمة العليا في كينيا والعضو في المجموعة الأفريقية للعدالة والمساءلة.
ومن بين الخبراء الدوليين الذين تحدثوا في الندوة خبير القانون الجنائي الدولي والضحايا في مؤسسة وايامو ميكيل ديلاجرانج، وخبيرة التحقيقات الرقمية والمساءلة هانا باجداسار، والمستشار القانوني الأول في المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان باتريك كروكر، والمستشار القانوني بنيمونيك ليبي ماكافوي، والمدعي العام الأول للجرائم الدولية بدائرة النيابة العامة في هولندا ويجر فيلدهويس.
عُقدت ورشة العمل في سياق مشروع “بناء قدرات المجتمع المدني وقطاع العدالة في السودان“، الذي تنفذه مؤسسة وايامو حاليًا الذي يوفر تدريبًا في القانون الجنائي الدولي والقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان للمجتمع المدني والجهات الفاعلة القانونية في كل من السودان ومنطقة شرق أفريقيا بصفة عامة لا سيما كينيا، بهدف بناء تحالف يقع على عاتقه مسؤولية التصدي للإفلات من العقاب من خلال اتخاذ تدابير المساءلة الإقليمية والمحلية مثل أنظمة المحاكم الوطنية.