٧-١٠ نوفمبر ٢٠٢٢، نيروبي، كينيا
كجزء من مشروع “بناء قدرات المجتمع المدني وقطاع العدالة في السودان” الذي استمر لمدة عامين، عقدت مؤسسة وايامو ورشتي عمل تمهيديتين في نيروبي في كينيا للمجتمع المدني السوداني وقطاع العدالة حول أفضل السبل للاستفادة من القانون الجنائي الدولي والممارسات لتعزيز مهمة تحقيق المساءلة عن الجرائم الدولية المُرتكبة في السودان من خلال أنظمة العدالة الوطنية، وقد حظيت هذه الفعاليات بدعم سخي من وزارة الخارجية الهولندية.
ورشتان في فعالية واحدة
تألفت الفعالية من ورشتي عمل متزامنين اعتمدتا على مجموعة رئيسية من الخبراء لتقديم تدريبٍ محدد الغرض للممارسين القانونيين من ناحية، ولوسائل الإعلام من ناحية أخرى وافتتحت هذه الفعالية مديرة مؤسسة وايامو، بيتينا أمباخ.
وانضم إلى مؤسسة وايامو ممثل عن شريكها المحلي في السودان، شبكة حقوق الإنسان ومناصرة الديمقراطية، عبد الباقي جبريل، وهو عضو مجلس إدارة الشبكة وعضو مجلس إدارة مؤسسة دبنقا، وقد قدم دورة تدريبية حول آليات العدالة الانتقالية وكذلك حول فهم خطاب الكراهية والتعرف عليه.
ورشة العمل القانونية
انقر هنا لمشاهدة ألبوم صور ورشة العمل القانونية
تلقى قطاع عريض من المجتمع القانوني السوداني من الخرطوم ودارفور، بما في ذلك مدعون عامون سابقين وحاليين، وأعضاء من وزارة العدل، و محامون مستقلون تدريبًا على العدالة الانتقالية والتطبيق المحلي للمفاهيم والأعراف القانونية الدولية، ودور المحكمة الجنائية الدولية والقيود المفروضة على مواردها، وطرق تحقيق التكامل مع المحكمة الجنائية الدولية، والمساءلة عن قضايا العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، فضلًا عن التعويضات الوطنية والدولية.
تناولت المتحدثة الرئيسية، الخبيرة في مجال العدالة الانتقالية ومحامية في المحكمة العليا في كينيا وعضو في المجموعة الأفريقية للعدالة والمساءلة وأستاذة الممارسة في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بيتي مورونجي، موضوع العدالة الانتقالية باعتباره الفكرة الرئيسية القائمة عليها ورشة العمل، متسائلة عن ماهية العدالة الانتقالية وما هي النُهج المتبعة لتطبيقها والتحديات والقيود التي تحول دون ذلك التطبيق.
خلال ورشة العمل، نوقشت مسائل العدالة الجنائية الدولية في محاضرة تمهيدية مصورة ألقاها أستاذ القانون الدولي العام بجامعة أكسفورد والعضو في المجموعة الأفريقية للعدالة والمساءلة دابو أكاندي، وذلك بمساهمات شخصية من المستشارة المستقلة والمحامية في مجال حقوق الإنسان جيهان هنري، والمتخصص في مجال القانون الدولي والمحقق السابق في المحكمة الجنائية الدولية أديجوكي بابينغتون آشاي، والمستشار في مجال التعاون الدولي بمكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية داهيرو سانت آنا، والخبراء القانونيون بمؤسسة وايامو وهم: ليندا بوري ومارك كيرستن وعبد الباسط محمد ومايكل ديلاجرانج.
ورشة العمل الإعلامية
انقر هنا لمشاهدة ألبوم صور ورشة العمل الإعلامية
وفي الوقت نفسه، حضر الصحفيون المقيمون في الخرطوم ودارفور جلسات تهدف إلى تعزيز مهاراتهم في إعداد التقارير وتعزيز معرفتهم بأخلاقيات الصحافة والمسائل المهمة المتعلقة بالعدالة، بدءًا من العدالة الانتقالية إلى توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والعنف الجنسي المرتبط بالنزاعات وخطاب الكراهية.
افتتحت الورشة الإعلامية رسميًا مديرة مؤسسة وايامو بيتينا أمباخ، ومدير مكتب أفريقيا جوزيف روبرتس ومنسقة شرق أفريقيا جودي كابيريا، وانضم خبراء دوليون ومقيمون في نيروبي إلى المجموعة لتبادل خبراتهم والاستماع إلى التجارب والتحديات التي تواجه الصحفيين السودانيين، ومن بين هؤلاء ممثل عن شبكة عاين توم رودس، والمدرب الإعلامي والمحرر الاستشاري كين بوسير، والباحث السابق في شؤون السودان في منظمة العفو الدولية أحمد الزبير، والمدير المسؤول عن البرامج الرقمية بمؤسسة وايامو كريس كوتارسكي، والصحفي الاستقصائي والرئيس التنفيذي لأفريكا أنسنسورد جون آلان نامو، وانضم إليهم عبر برنامج زووم المتحدث الرسمي ورئيس وحدة الشؤون العامة بالمحكمة الجنائية الدولية فادي عبد الله، والمدير التنفيذي لنيمونيك ومؤسس الأرشيف السوري هادي الخطيب.
ووُفرت النصوص المكتوبة باللغة العربية، وكذلك الترجمة التتبعية خلال المحاضرات والمناقشات.
مكان محايد
وبصرف النظر عن مسألة الأمن، فإن اختيار نيروبي تمليه الحاجة إلى مكان محايد، حيث يمكن للأشخاص الذين قد لا يتمكنون من إجراء حوار أو غير الراغبين في ذلك أن يستفيدوا من التدريب على المسائل ذات الاهتمام المشترك.
الزوار البارزون والجلسات المُجمعة
عُقدت جلسات مشتركة للاستماع إلى المتحدثين الضيوف، مثل المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي زينب بانغورا، ومدير النيابات العامة بكينيا نور الدين حاجي، أو لتلقي التدريب على المواضيع ذات الاهتمام المشترك مثل العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات.
في حوار شخصي وملهم للغاية، تحدثت زينب بانغورا من صميم قلبها عن تجربتها باعتبارها “ناشطة اجتماعية” تسعى دائمًا لتحقيق الديمقراطية والسلام عن الألم الذي شعرت به عندما رأت ما ألحقته جماعات مثل داعش بالآخرين، وعن قوة الإيمان التي تحلت بها وجعلتها تتأقلم مع هذا الألم باعتبارها إنسانة مسلمة، وذكرت أن الطريقة الوحيدة لمكافحة الظلم، سواء كان ناجمًا عن الحرب أو الاعتداءات مثل الزواج القسري وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، هي من خلال التصميم الذي لا ينضب، وقول الحقيقة سواء داخل الوطن أو خارجه، وعندما ذكرت مقولتها “يمكننا فعل أي شيء!”، جعلت الجمهور يشعر بالنشاط والطمأنينة والحماس.
وتحدث نور الدين حاجي بصفته مدير النيابات العامة في كينيا ووصف هيكل النيابة العامة والشرطة في البلاد، فلقد عرض بطريقة منهجية التسلسل الهرمي لهذا الهيكل، وتسلسل عملية الإبلاغ والمساءلة، واختصاصات هيئة الرقابة على الشرطة، موضحًا كيفية تغير الأمور مع تحول البلاد من نظام الحزب الواحد إلى نظام متعدد الأحزاب والسبب وراء ذلك، وانتقل بعد ذلك للحديث عن تطورات جديدة ومبتكرة للغاية، فقد اتخذ مكتبه القرار بإقامة دعوى جنائية ضد 12 ضابط شرطة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها كينيا قانون الجرائم الدولية لمحاكمة الجرائم ضد الإنسانية في محاكمها المحلية. وأخيرًا، شدد على ضرورة أن يكون الصحفيون مسؤولين “عن العناوين الرئيسية” التي يكتبونها، وأضاف: إن دورهم يتمثل في إطلاع الجمهور بالمستجدات بنزاهة، “وإلا ستتشوه رسالة الصحافة والغرض منها”.
وانطلاقًا من المشاعر التي عبر عنها المشاركون في تقييماتهم، لا يمكن اعتبار ورشتي العمل الأوليين إلا بداية واعدة لتنظيم تدريب أكثر تعمقًا وتخصيصًا لتحقيق الهدف، وهو من المقرر عقده بعد عامين.
بناء قدرات المجتمع المدني وقطاع العدالة في السودان
يهدف مشروع “بناء قدرات المجتمع المدني وقطاع العدالة في السودان” إلى تعزيز قدرات المجتمع المدني والقانونيين في السودان أثناء مشاركتهم في عملية تطبيق العدالة الانتقالية، وسيخضع الأفراد للتدريب في القانون الجنائي الدولي والقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وسيحصلون على المعرفة اللازمة للتعامل بكفاءة وفاعلية مع قضايا الجرائم الخطيرة التي تُعرض على المحاكم.